Be Smiling إدارة المنتدى
عدد المساهمات : 82 معدل النبض : 244 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 الموقع : n3bdshinas.com المزاج : مآآره رآيق
| موضوع: شباب وأزواج يصرخون الجمعة مايو 27, 2011 1:27 am | |
| شباب وأزواج يصرخون : أنقذونا من ابتزاز "حواء"..عولمة جديدة أم كيد نساء؟
يفضلون الصمت خوفاً من الفضيحة أمام الأصدقاء أو التعرض للسخرية من عائلاتهم
ريم سليمان – دعاء بهاء الدين- سبق – جدة: "أنقذوني منها".. صرخة ذكورية جديدة بدأت تظهر على ألسنة بعض الرجال باستحياء للمطالبة بحمايتهم من ابتزاز المرأة، فمن قبل كانت تعاني المرأة ابتزاز الرجل لها، بيد أن الأوضاع انقلبت رأساً على عقب وصار الرجل هو الذي يتعرض للابتزاز ويطلب الحماية.
ورغم أن العيادات النفسية ممتلئة برجال يعانون ابتزاز زوجاتهم، إلا أن ثقافة الرجل الشرقي تفضل الانتحار على الاعتراف بتعرضه لابتزاز امرأة.
"سبق" تتساءل: ما السبب وراء استخدام المرأة لمخالبها الناعمة ضد الرجل؟ وهل للمجتمع دور في إظهار المرأة بهذا المظهر المشين والسيئ؟
تهديد بالقتل
في جولة "سبق" داخل إحدى العيادات النفسية التقت باستشاري طب نفسي، سرد لنا قصة شاب في العشرينات تعرض للابتزاز، وتمثلت معاناته في قلق، واضطراب في النوم، وهروب من مواجهة النساء.
وروى لنا قصته قائلاً: جاء إلى العيادة شاب من أسرة ثرية أقنعه أصدقاؤه بالتعرف على فتاة وإقامة علاقة معها، وجد الفتاة جميلة فانجذب إليها وأغدق عليها مبالغ مالية طائلة واستأجر شقة لها، ومع مرور الوقت شعر أنها لا تحبه وتتعمد المبالغة في مطالبها المادية فقرر الابتعاد عنها، وبالفعل بدأ يختلق المبررات ليهرب منها، بعد فترة أرسلت له رسالة تهديد عبر الجوال مضمونها إذا لم يعد إليها ستقتله، لم يهتم بهذه التهديدات، لكنه بعد فترة قصيرة تعرّض لإطلاق نار من قبل مجهولين، علم فيما بعد أنها استأجرت شاباً لقتله لأنه تخلى عنها، ومنذ هذا اليوم جفاه النوم وأضحى السهاد صديقه، وعندما يشاهد أي امرأة يتخيلها تحاول قتله، فقد تحولت حياته إلى كابوس وأصبح يفضّل الموت على انتظاره في كل لحظة.
ابتزاز زوجة
قصة أخرى يرويها لنا الطبيب، لزوج في العِقد الخامس من عمره متزوج من فتاه صغيرة وكان يتعاطى المخدرات، وقد حدثت خلافات زوجية بينهما، على أثرها طلبت زوجته الطلاق، لأنها لم تحتمل الحياة معه، رفض فاستغلت زوجته ذلك وصورته أثناء تعاطيه للمخدرات وهددته بفضح أمره لأسرته وفي محيط عمله إذا لم يُطلقها، واعترف أنه يحبها ولا يرغب في طلاقها.
من جهتها، قالت نوف محمد: إن الرجل في مجتمعاتنا الشرقية دائماً ما يشعر بأنه أذكى من المرأة، ووقوعه في ابتزاز يكون بإرادته الكلية لغرض ما في نفسه، وإذا لم يتم الغرض يبدأ في لعب دور الضحية وليس الجاني، وتلك هي طبيعة الرجل العربي يريد دائماً أن يكون المسيطر على الأمور بالشكل الذي يهواه، وإذا خرجت المرأة عن الإطار الذي وضعه لها تعد مبتزة وسيئة، وأضافت أن المرأة لا تبتز الرجل إلا إذا جرحها وأهانها بشكل كبير، ولذا تقوم برد فعل عكسي.
إغراء المرأة
ورأى أستاذ تكنولوجيا الإعلام دكتور سعود كاتب أن المرأة أصبحت الآن أكثر قدرة على استغلال جمالها وأنوثتها في التغرير بالرجل وابتزازه، واصفاً إياها "بالذئبة" التي تتناحر مع "الذئب" لإلحاق الضرر به.
وأرجع أسباب ابتزاز الرجال في المجتمع السعودي إلى ضعف الرجل تجاه المرأة لأسباب اجتماعية، من أهمها عزل الرجل عن المرأة منذ الصغر وعدم احتكاكه بها إلا في إطار الأسرة، موضحاً أثر ذلك في خلق فراغ عاطفي لديه يظهر من خلال أول تعامل مباشر بينه وبين المرأة، بالإضافة إلى الانفتاح الإعلامي غير المسبوق الذي زاد في التواصل المباشر بين الجنسين عن طريق مواقع الدردشة "الفيس بوك وتويتر" التي أضحت تحاكي المجتمع الغربي في الأفكار وطرق التعبير عن الذات وغيرها من الوسائل التي جعلت الرجل أكثر عرضة لإغراء المرأة.
وأكد كاتب أن الرجل الشرقي يفضّل الصمت في حال تعرضه للابتزاز حفاظاً على رجولته، مبيناً أن ابتزاز الرجال أصبح يماثل ابتزاز الفتيات، بيد أن الإعلام دوماً يسلط الأضواء على الثاني ويتجاهل الأول، ودعا لوجود دراسات لمعالجة المشكلة قبل أن تستفحل داخل المجتمع.
الخوف من الفضيحة
من جهته كشف استشاري الطب النفسي الدكتور علي زائري لـ "سبق" أن غالبية الرجال يرفضون الإفصاح عن تعرضهم للابتزاز، معللاً ذلك بخوفهم من العار والفضيحة أمام أصدقائهم أو مجتمعهم المغلق، أو تعرضهم للسخرية والاستهزاء من قِبل عائلتهم.
وأبان أن بعض الرجال يظلّون أسرى في فخ الابتزاز طيلة حياتهم ما يعرضهم للضغط النفسي، محذراً من عواقب ذلك عليهم فيصابون بالقلق النفسي المؤدي للاكتئاب ويحاولون الهروب من ضغوطهم النفسية فيقعون في براثن الإدمان أو يقتلون من يبتزهم، وإذا فشلوا في معالجة مشكلاتهم قد ينهون حياتهم بالانتحار.
وحدد الآثار النفسية للابتزاز على الرجل في شعوره بالقلق، والخوف، والتوتر النفسي وتوقّع حدوث الخطر في أي لحظة، لافتاً إلى تأثير هذا على انخفاض أدائه الوظيفي، فضلاً عن فقدانه للثقة في الآخرين سواء كانوا رجالاً أو نساء، وعجزه عن التواصل الاجتماعي.
وقال: يُوجد بعض الرجال سماتهم الشخصية مؤهلة ليصبحوا فريسة سائغة أمام المرأة، فمثلاً المتردد وضعيف الشخصية وغير الناضج نفسياً، ومن يرغب في إقامة علاقة عاطفية، أو كي ينال رضا الطرف الآخر فإنه يبوح بأدق أسراره ويكشف نقاط ضعفه بحيث يصبح كتاباً مفتوحاً، يستغله الطرف الآخر لصالحه وقتما تستدعي الظروف.
نظرة المجتمع
وشرح استشاري الطب النفسي ملامح الظروف الأُسرية المحيطة بالمرأة المبتزة، كنشأتها في بيئة غير سوية، وسيطرة لغة العنف في العلاقة بين أفراد أسرتها، وقد تكون تعرضت سابقاً لعنف من الأب أو الزوج إذا كانت متزوجة، موضحاً الحالة التي تتولد لدى المرأة من "شحنة انتقامية " تُسقطها على أضعف فريسة تصادفها وهو الرجل ضعيف الشخصية.
وحدد خطوات العلاج في ضرورة البدء بعلاج المرض النفسي المترتب على المشكلة وتقديم اقتراحات للمريض لحماية نفسه من التعرض للابتزاز، كما يمكن الاتصال بالشخص المبتز لمعرفة أسباب ابتزازه سواء كان سبباً مادياً أو رغبة في الانتقام، وإذا لم تحقق الخطوات السابقة نتائجها المرجوة يتم اللجوء للشرطة لحمايته من التهديد أو الابتزاز.
الميمان يؤيد الابتزاز
ورأى الكاتب ثامر الميمان أن الابتزاز قد يحدث أيضاً من الرجل، فإن كانت أكثر من حالة فهي ليست ظاهرة، وربما أكذب على مائة امرأة صادقة وأصدق مع واحدة يتضح فيما بعد أنها الأكذب.
وقال: "الابتزاز الأنثوي موجود، ومقدرة الرجل على التفريق بين الصادقة والكاذبة هي الحكم"، مضيفاً: حدث أن واحداً من أهم أصدقائي تعامل معي لفترة طويلة بصوت صبية ولهانة عاشقة حتى أوقعني في تصديقها ورغبتي في رؤيتها، وفي المكان والزمان.. وجدت صاحبي في انتظاري وكانت حالة من الضحك حتى الدموع.
وتساءل الميمان: ما الذي يدعو امرأة إلى ابتزاز رجل؟ وأجاب: الحاجة، الفراغ، الخوف من نهاية تجعلها وحيدة، وفي تصوري هذا ليس ابتزازاً، هي لديها إمكانياتها والذين يقفون أمامها لديهم إمكانياتهم وأيضاً رغباتهم، وهي في هذه الحالة توظف ما تملك لتحصل على ما لا تملك.
وأنحى باللائمة على المجتمع، معتبراً أنه ساهم في تشكيل نظرة المرأة للرجل خاصة في شرقنا العربي، فالمرأة تحاول الانتصار على مجموعة من العادات والأنظمة والقوانين التي تجعل من الرجل سيد الموقف في كل الحالات، وبلا شك الصوت والمنظر والجسد والعطر والملابس من أدوات التسويق.
وأنهى الكاتب الميمان حديثه بمفاجأة قائلاً: ولأن الكثير من الأثرياء لا يخرجون زكواتهم ولا يتصدقون إلا علناً، ولا يشاركون في إعانة معاق أو مريض إلا "بعد طلوع الروح"، فأنا مع ابتزاز المرأة لأي رجل غني.
سلوك فردي
من جهتها رأت مستشارة تمكين المرأة لبنى الغلاييني أن ابتزاز النساء للرجال سلوك فردي، وكل فرد يتصرف وفقاً لنمطه الشخصي ونشأته ومجموع قيمه واعتقاداته، وقالت: إن كنا نتحدث عن الابتزاز بمعناه الحقيقي الذي هو الضغط العاطفي على الطرف المقابل لتحميله مسؤولية فعل أو شعور ليس مسئولاً عنه، فإن ذلك نوع من السيطرة العاطفية سواء تمت بوعي أو بلا وعي من قبل الشخص المبتز، مؤكدة أن التعرض للابتزاز مسئولية الشخص الذي يقع عليه الفعل، فهو الذي سمح للآخر بالتحكم بشعوره، حيث لا يمكن لأحد أن يؤذينا دون موافقتنا.
وحول سمات شخصية المرأة التي تتجه لابتزاز الرجال، وهل هذا مؤشر لضعف شخصية المرأة العربية، قالت الغلاييني: ليس هناك مجتمع يتسم أفراده بالقوة أو الضعف، بيد أن هناك مجتمعات ينشأ أفرادها على توكيد الذات والتعبير بحرية عن مشاعرهن، والذي يعزز ذلك هما البيت والمدرسة.
أسلحة نسائية
وأشارت الغلاييني إلى أن كثيراً من المجتمعات العربية التي لا تتاح الفرصة للطفل والطفلة الأنثى خاصة للتعبير عن آرائها ومشاعرها، ما يجعلها تلجأ لوسائل تعبير غير مباشرة تتذاكى بها على الطلب بوضوح، خوفاً من خروجها عن سطوة التعبير الموروثة، وحتى تضمن لها الانسحاب فيما لو قوبل طلبها بالرفض، مشيرة إلى أن هناك أسلحة تطورها المرأة اضطرارياً، وليس بالضرورة بخبث لكن بذكاء ودبلوماسية، بيد أن كثيراً ممن يسلكن هذا السلوك يتمتعن بسمات شخصية غير توكيدية ولا يستطعن المواجهة والتحاور ودحض حجة بحجة والقبول والرفض بناء على منطق وتحليل سليم.
ورأت أن الرجل بطبيعته مباشر ولا يحتمل اللف والدوران، فإن كان واعياً بتعرضه للابتزاز فهو سيد قومه المتغابي، وإلا فإنه يتحمل مسؤولية تعرضه للابتزاز، إلا أنه هو أيضاً يبتز المرأة عاطفياً دون وعي غالباً، معتقداً بأحقيته في ذلك بحسب نشأته، ورغبة منه في التصاقها به واعتمادها عليه، ثم ما يلبث أن يمل ويرهق وتنقلب الأدوار لتقوم هي بابتزازه ظناً منها بأنه لم يعد يحبها أو خوفا من الفقد.
المناطق الساخنة
أما أستاذة علم النفس الدكتورة فائقة بدر فرأت أن ابتزاز المرأة للرجل قليل في مجتمعنا، موضحة أن المرأة تبتز الرجل عندما تتعرف على المناطق الساخنة في شخصيته "نقاط ضعفه" كأن يكون الرجل يحب المال أو لديه خوف من أمر معين، أو أن يكون لديه أسرار خاصة لا يريد الإفصاح عنها.
وقالت: "هناك نوع من الابتزاز تمارسه بعض الزوجات على أزواجهن"، وحددته في أشكال عدة، كالتصريح بأن تواجه الزوجة زوجها إذا لم ينفذ مطالبها فإنها ستنفذ تهديدها وعلى سبيل المثال عندما تطلب منه مالاً فإذا لم يرضخ لطلبها فإنها تترك البيت، أو بالصمت وعدم تحدّث الزوجة مع إصرارها الداخلي على تنفيذ تهديها".
وأضافت بدر: الخصام الصامت، أي إبداء الضجر والضيق، والصمت عن الحديث، والامتناع عن المعاشرة الجنسية، وإيذاء الذات كالتهديد بالامتناع عن الطعام والتوقف عن تناول الأدوية والانتحار، كلها من أساليب ابتزاز الزوجة.
وأرجعت أسباب ابتزاز المرأة للرجل إلى تربية الفتاة منذ الصغر على الابتزاز، فالأسرة تبتز أبناءها عاطفياً عندما تشترط عليهم الإذعان لمطالبها أو الهجر والخصام، موضحة التأثير السلبي لذلك، وتظهر آثاره على الشخص فيفتقد الأمان وينعدم الحوار وتهدر قيمته كإنسان، وتبدأ الزوجة في ابتزاز الزوج باعتقادها الداخلي أنها على صواب وتفعل ذلك حفاظاً على زوجها للاعتقاد المترسب في ذهنها "أن الرجل لا يؤمن جانبه".
وأفادت أن الزوجة عندما تبتز زوجها فإنها تتجاهل مشاعره واحتياجاته وتحاول السيطرة عليه وتخوض صراعاً معه حتى تفوز في النهاية، لاعتقادها الداخلي أنها أفضل منه، مشددة على ضرورة المصارحة بين الزوجين في حالة حدوث خلاف بينهما والإجابة على الأسئلة التي تدور في فكرهما حتى يتوصلا سوياً إلى حل تمتد فيه جسور الأمل للتغلب على المشكلات واستعادة الثقة بينهما لاستمرار الحياة الزوجية. | |
|